تعتبر صناعة الأواني الخشبية من الصناعات الرائجة بشرق الجزائر، وتتصف باكتسابها وتعلم فنونها عن طريق التعليم المباشر من الحرفي الذي يكون في أغلب الأحيان قد تعلمها بالوراثة من آبائه وأجداده،وتشتهر منطقة ميلة بصناعة الجفون أو «الڤصعة» كما تعرف بمختلف الأحجام، إذ لا يكاد يخلو أي بيت من هذه القطعة الخشبية التي تستعمل لعدة أغراض، سواء للأكل أو لتحضيره أو للإهداء،
يتم البحث لما قد يزيد عن اليوم في أغوار المناطق الغابية للحصول على جذع شجرة، ليتم استغلاله في صناعة القصعة، من خلال تسوية السطح الخارجي وجعله أملس، فضلا عن قولبته حتى يكون أقرب إلى الصحن الكبير والعميق، بحيث تكون القصعة أكبر حجما وأكثر صلابة ومنتفخة الأطراف وتستعمل أدوات خاصة في تسويتها.
وقد تستغرق صناعة «الجفنة» مدة تزيد عن الشهر، كون نوعية الخشب المستعملة صلبة جدا، وأيضا حرفية الصانع في حد ذاته الذي يكتسب حرفية الصنع مع التمرس بمضي السنوات.كما ان شجرة الكاليتوس هي الاكثر استعمالا في هذا المجال,كون جذعها أوسع وخشبها أسهل معالجة من باقي أنواع الخشب الأخرى. ويستعمل لهذا الغرض عديد الأدوات لحفر القصعة الخشبية، بعد قطع جذع الشجرة إلى دوائر يزيد قطرها عن المتر وارتفاعها عن العشرين سنتيمترا، ليشرع في حفرها بـ«القادوم» من نوع خاص في آجال لا تتعدى الأسبوع، ليتم تسويقها بسعر يتراوح ما بين الألف و5 آلاف دينار أحيانا، حسب حجم القصعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق